في اخراج للمسرحية الفنانة وحيدة الدريدي وفي توضيب عام لأيمن فرحات وتقنية صوتية لصبرين بن ناصف وفي تصميم اضاءة لمولدي العرعار تعرض قريبا مسرحية”السيدة وزيرة”وهي عمل فني من انتاج شركة جبال الشمال للانتاج الفني
وهذه المسرحية حسب ما أفادتنا الملحقة الصحفية لهذا العمل نادرة الطرابلسي”تسلّط الاضواء على التفاوت الطبقي والبيروقراطية الادارية لتطرح بأسلوب ساخر وعميق تساءلات حول الكفاءة والعدالة ومعنى السلطة حين تمنح لقلوب صادقة لا لشهادات موقّعة من خلال تحوّل عاملة تنظيف لتشغل لمدة 24 ساعة خطة وزيرة لتنطلق مباشرة في اجراءات تغيير سريعة وبأسلوب برقي على مستوى ادارات الوزارة”
هذه التغييرات الادارية كانت اعتباطية وبطريقة لا تبدو عادلة وربّما مزاجية دون فهم ورؤية للواقع وربّما تدخّل الجانب الشخصي في هذا العمل انطلاقا من تجربة شخصية عاشتها مخرجة هذا العمل التي عاشت حسب تصريحاتها الاعلامية مظلمة مهنية انتهت بها الى القضاء في علاقة بوزيرتها كموظفة عمومية بوزارة الشؤون الثقافية وأشرفت على ادارة عدد من مؤسساتها الادارية وربّما تلخّص تجربتها معاناة الفنان الموظّف بين اللاتماهي بين الابداع والادارة فالفنان يسعى للانعتاق من القيود والحلم بين الافاق المفتوحة على عكس الادارة التي تحاصر خياله وتهيكله بما يعتبره نوع من القيد المجبر عليه كموظف ليعيش من الوظيفة لا من مداخيل انتاجه الفني المحدودة
واعتبارا لما يكتنزه هذا العمل من روح مخرجته ومكابدتها الشخصية فانه من المنتظر ان يرتقي الى مستوى ابداعي جمالي فيه من ذات الفنانة وحيدة الدريدي ومن كمّ كبير من أحاسيسها ليعبر عن واقع عاشته بطريقة ساخرة ومؤلمة في الوقت ذاته بما يخلق لذّة التفاعل والمشاهدة العميقة والفرجة الشيّقة
منصف كريمي