تنطلق بمدينة سبيطلة يوم 23 اوت 2024 فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان الايام الرومانية لتتواصل الى غاية 25 من نفس الشهر ، والذي تنظمه جمعية سنا سفيطلة للتنمية الثقافية والاجتماعية بدعم من وزارة الشؤون الثقافية والمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بالقصرين وولاية القصرين وبدعم من مصلحة تنمية المهرجانات وفي هذا الإطار برمجت جمعية سناء سفيطلة ولجنة تنظيم هذه الدورة برنامجا ثريّا ومتنوعا يتجسم في عروض موسيقية فنية الي جانب معارض الصناعات التقليدية مع عروض خاصة تجسد تاريخ الحقبة الرومانية بالجهة وذلك بفضاء المنطقة الأثرية الرومانية بسبيطلة،
هذه المدينة الواقعة بالسباسب التونسية والتي اسست خلال القرن الأول للميلاد وتطورت لتصبح مستعمرة في القرن الثالث مما جعل منها مفترق طريق مهم يربطها بأهم مدن المقاطعة الرومانية حيث مثلت غراسة الزيتون بها ووفرة المياه فيها أهم أسباب ازدهارها ومع انتشار الديانة المسيحية أصبحت سبيطلة أو كما كانت تعرف بسفيطلة خلال القرن الثالث على أقصى تقدير مقرا لأسقفية
أدمجت المدينة ضمن المملكة الوندالية سنة 439 م وظلت كذلك حتى قدوم البيزنطيين سنة 533 في عهد الامبراطور يستنيانوس حيث أصبحت من أهم المراكز المحصّنة حيث
أعلنها القائد جرجير عاصمة للمقاطعة واتخذها مقرا له وفي سنة 647 م شهدت سفيطلة معارك حاسمة انتصرت فيها الجيوش الإسلامية القادمة من الجنوب الشرقي على الجيش البيزنطي فدخلت اثرها سبيطلة و المقاطعة تدريجيا مرحلة جديدة من تاريخهما
وتعتبر المواقع الأثرية التي تغطي الشواهد الأثرية الموجودة كافة فترات التاريخ الروماني بالجهة انطلاقا من المعالم المقدسة الوثنية ثم المسيحية
و يُعتبر الكابيتول معلما نادرا من نوعه في الهندسة المعمارية الدينية الرومانية حيث يتكون من ثلاثة معابد خُصّص كل واحد منها لإله وشيدت هذه المعابد وهي معبد “جوبيتار” ومعبد “جينون” ومعبد “مينارفا” على جانب الساحة العمومية التي يتميز مدخلها بالقوس المُهدى إلى الإمبراطور “أنطونينوس” سنة 139م
أما المعالم الدينية المسيحية فعددها ستة تتوزع على أحياء مختلفة وتحتوي كنيستان منها على حوضي تعميد لعل أشهرهما حوض” فيتاليس المزخرف بالفسيفساء
تحتوي بعض هذه الكنائس على محرابين خصص أحدهما لتقديس الشهداء المسيحيين وتتجسد الحياة اليومية والترفيه عبر الحمامات الكبرى والمتوسطة الحجم والتي غالبا ما تكون مزوقة بالفسيفساء وكذلك عبر الدكاكين المحاذية للساحة العمومية ومسرح للعروض الفنية وآخر دائري للمصارعة وحنفيات تحد الطرقات الرئيسية المبلطة والتي تعود للقرن الرابع ميلادي ويتم تزويدها عبر قنوات مصنوعة من الرصاص و الفخار تجلب الماء من الحنايا التي لا تزال موجودة إلى اليوم
أما بخصوص مجال السكن والاقتصاد تحتوي سفيطلة على منازل ذات أروقة في بعض الأحيان فخمة ومزوقة مثل معلم “الفصول” ومعاصر للزيتون ومطاحن للحبوب وورشة حدادة
وترتبط جميع هذه المعالم فيما بينها بشبكة من الشوارع المبلطة تتميز إحداها بقوس نصر مهدى للإمبراطور ديوكليسيانوس والذي يعود إلى نهاية القرن الرابع ميلادي وذلك وفق ما أتت عليه عديد الكتب والمؤرخين.
العوني لعجيل
فيروز اللافي