وسط أجواء احتفالية مليئة بالفن والثقافة، انطلقت فعاليات الدورة الثامنة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي، احتشد الجمهور منذ ساعات المساء الأولى في مدرجات المسرح الروماني بقرطاج، مترقبين عرضًا فنيًا استثنائيًا للفنان لطفي بوشناق تحت عنوان “عايش لغناياتي”.
تألقت الليلة بحضور فني مميز، حيث تولى عبد الحميد بوشناق، ابن الفنان، إخراج العرض بإبداع، مستخدمًا عناصر سينوغرافية مبتكرة أضفت على العرض رونقًا وجمالية فريدة، فيما قاد المايسترو فادي بن عثمان الفرقة الموسيقية، مقدمًا أداءً متكاملاً ومتناسقًا.
تميز حفل الافتتاح بحضور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والمكلف بتسيير وزارة الشؤون الثقافية، المنصف بوكثير، الذي دشن معرضًا للصور الفوتوغرافية يوثق ستين عامًا من تاريخ المهرجان.
أقيم المعرض في الممر المؤدي إلى المدرجات، حيث عُرضت صور لأبرز الفنانين الذين اعتلوا هذا المسرح على مر السنين، والذين كان لهم دور كبير في إثراء المشهد الثقافي والفني.
بدأت الليلة بعرض وثائقي قصير عن مسيرة لطفي بوشناق، مسلطًا الضوء على بداياته الفنية وشغفه بالغناء منذ الطفولة. تلاه بوشناق بأداء رائع لأغنية “يا شاغلة بالي” من ألحان علي الرياحي، مستعيدًا ذكريات سبعينات القرن الماضي، توالت بعدها الأغاني، حيث قدم بوشناق باقة من أعماله الخاصة مثل “أحنا الجود”، “ريتك ما نعرف وين”، و”نسايا”.
استمرت الليلة بتفاعل كبير من الجمهور الذي لم يتوقف عن التصفيق والهتاف، وشارك بوشناق في أداء أغانيه الشهيرة مثل “مي مي”، “هاذي غناية ليهم”، و”حلق الواد”، كما قدم بوشناق دويتو مع الفنانة اللبنانية مشلين خليفة، مما أضفى على الليلة لمسة خاصة.
اختتم بوشناق السهرة بأغنيتي “يا نوار اللوز” و”انزاد النبي”، مقدماً تجربة فنية مميزة جمعت بين الإبداع والأصالة. عبر بوشناق عن سعادته بالتفاعل الكبير من الجمهور، مؤكدًا حرصه على تقديم عرض يجمع بين أعماله القديمة والجديدة.
في ختام الحفل، أعرب لطفي بوشناق عن دعمه وتضامنه مع الشعب الفلسطيني، متأسفًا لعدم تمكن بعض أهالي غزة من متابعة العرض بسبب انقطاع شبكة الإنترنت، ووصف ما يحدث هناك بأنه جريمة في حق الإنسانية.
بقلم: أميرة الجبالي
صور وتصميم فيديو: نواعم الغريبي