نظّم مركز الدراسات المتوسطية والدولية في إطار برنامجه معهد تونس للسياسة لقاء حواري يوم الأربعاء 6 سبتمبر 2023 بمقر المركز بتونس العاصمة حول موضوع ” الريع في القطاع البنكي” بمشاركة رئيس منظمة ” آلارت ” لؤي الشابي وعدد من ممثلي المجتمع المدني والسياسي.
رئيس منظمة “آلارت” لؤى الشابي أكد في مداخلته أن القطاع البنكي تتحكم فيه ” كارتالات” ولوبيات تسيطر على الاقتصاد وساهمت في تضرر المواطنين من البنوك وأدت الى ضعف جودة الخدمات مقابل سعر مرتفع لمجمل الاقتطاعات على حسابات الحرفاء.
وأبرز الشابي أنه كلما ينكمش الاقتصاد نسجل ارتفاع ملحوظ في مرابيح البنوك وهو أمر وصفه بـ ” غير الطبيعي وغير المنطقي ” باعتبار أن البنوك طرف ممّول للاقتصاد مشيرا أنه في حالة انهيار أو تسجيل كساد اقتصادي وأزمة للمؤسسات الناشطة فانه من الطبيعي أن نسجّل تضرر البنوك تبعا لهذه الأزمة كنتيجة بديهية لكننا في تونس نجد عكس هذا المنطق حيث سجّلت البنوك مرابيح هائلة في زمن الأزمة الاقتصادية والمالية بكل تفرعاتها وأبعادها ومجالاتها.
وأوضح رئيس منظمة ” آلارت” في هذا الإطار أن غياب المنافسة في قطاع البنوك ساهم بشكل مباشر في تضرر الحرفاء مقابل ازدهار مرابيح البنوك وذلك لعدة أسباب أبرزها على الإطلاق مسألة الاندماج الأفقي للبنوك في تونس ( يمكن لأي شخص أن يستثمر في أكثر من بنك في نفس الوقت..وهو عامل من العوامل الذي يحول دون تضرر البنوك في تونس من الأزمات )،مؤكدا أن منظومة البنوك هى منظومة مغلقة وهناك هرم ينظم القطاع وهى بذلك وضعية مقننة بما يؤكد أن منظومة الاقتصادي الريعي مقننة بذلك في بلادنا.
كما أشار لؤى الشابي أن ” تقنين” منظومة الاقتصاد الريعي من شأنها أن تنتج تفاهمات بين مختلف الفاعلين في القطاع البنكي من قبيل الاتفاق على أسعار يسع محددة والخدمات المسداة الى الحرفاء وهو ما يتلخص في الخدمات الباهضة والمتعددة لحرفاء البنوك في تونس بما يحيلنا أيضا إلى أن البنوك وفق هذه المفاهمات والتمشي ليست في حاجة إلى استقطاب الحرفاء باعتبارها تشتغل بودائع الحرفاء.
وفي سياق متصل بيّن الشابي أن مسألة الاندماج العمودي ساهمت بدورها في مزيد تغوّل البنوك على حساب الحرفاء وإغراقهم في القروض مقابل ضمان انتعاش ” الشركات البرى أو المجمعات ” في زمن الأزمات وذلك لأن معظم البنوك في خدمة هذه المجمعات و”الكارتالات “الكبرى بحيث أصبح القطاع البنكي ينظر الى الاقتصاد كإمكانية لخلق أسواق جديدة لا كإمكانية لخلق الثروة.
وانتقد الشابي الوضعية الحالية لبنوك التونسية معتبرا أن تجل لوضعية المنظومة الريعية بامتياز وفق سياسات عامة لا علاقة لها بالمصلحة العامة بل تعمل وفق مفاهمات على احتكار جماعي للقطاع البنكي وخنق إمكانية خلق الثروة.
وناقش المشاركين في اللقاء الحواري من ممثلي المجتمع المدني والسياسي عددا من المسائل على غرار الحلول أو المقترحات التي تدفع نحو تجاوز الريع في القطاع البنكي والحد من سيطرة ” الكارتالات ” والشركات الكبرى على القطاع البنكي وتعطيلها خلق الثروة.