بقلم. أ خالد حويج
2023/2/6
في مثلِ هذا التاريخ وفي تمامِ الساعة 4/16 فجراً توقفتِ الساعة توقف نبُضُ قلوبنا ذُعراً والأفزعُ من هذا الأمر كان هذا الوقت نهايةُ أعمارِ وبداية عمُرٍ جديد لأطفالٍ وُلِدوا تحت رُكامِ الأنقاض.
كان الأمرُ مُفزعاً لدرجة أننا لم نستوعب في بداية الأمرِ بأنهُ زلزال !
أزُلزِلتْ أقدامُنا؟
أم زُلزِلتْ قلوبنا؟
كان هذا الزلزالُ المُدمر مُرعباً أفقدنا من نُحب بلمحِ البصر رُغمَ أن الجميع حتميتهُ الموت ؛ لكنهُ في نفسِ الوقت أيقضنا عن السؤالِ والإطمئنان وصفاء القلوب وإغاثةِ الملهوف.
كانت هذه النكبة مثيلةً لنسيان الدُنيا وكأن الآخرة قد أتتْ ؛ لقد مرّ الشعبُ السوري بعِدتِ كوارِثٍ وأزمات وكان صامِداً.
فلم تهزِمُنا الحرب بل زادتنا قوة
ولم يهزِمُنا غدرُ البحر بل زادنا تقوى
ولم يهزمنا الوباء بل زادنا صحوة
ولم يهزمنا الزلزال فقد زادنا نخوى
قد خشعتِْ الأبصار وبكتْ القلوب و حُجِرتِ الحناجر وعَجِزَ اللسان عن الكلام فقط تنهمرُ الدموع ونصرخُ عالياً لِشُهدائنا وضحايانا ترانا تارةً مُكبلينا لِحُكمِ القدر وتارةً مُهرولين لِنُنقض ونُسعِفَ البشر.
رُغمَ أن القصفَ والحرب كان أرهب على مدارً سنوات كنا نعلمُ أن الله معنا ولكن إن حلّ سخطُ وغضبُِ الله علينا فمن معنا وممن ننجو؟؟
إلا من رَحِمَهُم الله فقط ماتِ من نجا
ونجا من مات .
نعم مات من نجا؛ مات قهراً وجنوناً فالصدمةُ قد أفقدتنا عقولنا.
لم يَكُن أحداً معنا في بدايةِ الأمر فقد تكافل الشعبُ السوري نخوةً وعوناً كيدٍ واحدة ؛ ولكن عِندَ تأزُم الوضع وتكبُلِ الخسائر البشرية والمادية والمعنوية والنفسية تكافلتْ الشعوب فنحنُ (أُمةٌ عربيةٌ واحدة ذاتُ رسالةٍ خالدة) هذه العبارة ترعرعنا عليها منذُ الصِغر ولم تُكنْ عبارةً جدارية قد خطها الزمن بل كانت (أمةً عربيةً واحدة) ولا تزل.
لكنْ لنقف دقيقةً ونسألُ بها أنفُسنا لِما حدثَ هذا بنا؟
أعلمُ أن الزلزال هو كارثةٌ طبيعية ولا نختلفُ بذلك الأمر ولكن التعليل الديني هي كُثرةِ الزلات والمعاصي وأننا نسينا ديننا وأحببنا لهوَ الحياةِ ومتاعِها نسينا الفقير والمحتاج نسينا اليتيم والسائل فلنتصدق ولِنُكفرَ عن ذنوبنا فالصدقةُ تدفعُ البلاء.
فو اللهُ نحنُ لا نعلمُ المجهول وعلى كفِ القدرِ نمضي فنسألُ الله أن يتلطفَ بأقدارنا ويهبنا الصبر والسلوان فيا رحمة الله ضُمينا.
وختاماً الرحمة على شُهداء وضحايا سوريا و تركيا صغيراً وكبيراً صحيحٌ أننا فرقتنا سياسة ولكن جمعنا وجعٌ وألمٌ واحد.
(والذين إذا أصابتهُم مُصيبةً قالوا إن لله وإن إليهِ راجعون).