full screen background image
   السبت 23 نوفمبر 2024
ر

تونس ضيفة شرف الدورة الثانية لـ”معرض الرياض الدولي للكتاب”

من ضمن 34 دولة دولة عربية واروبية ومن بين 1200 دار نشر تشارك تونس بأكثر من 16 دار نشر كضيف شرف في الدورة الثانية لـ”معرض الرياض الدولي للكتاب”بالمملكة العربية السعودية وذلك خلال الى حدود اختتام المعرض يوم 8 أكتوبر الجاري
وقد أفتتح المعرض مساء يوم 29 سبتمبر الماضي حيث تؤثث تونس مشاركتها من خلال وفد رسمي يترأسه الاستاذ لسعد سعيد رئيس الديوان نيابة عن وزيرة الشؤون الثقافية الدكتورة حياة قطاط القرمازي وبحضور سفير تونس بالرياض هشام الفراتي ومن خلال مشاركة عدد من الكتّاب والفنانين التونسيين في مختلف الفعاليات الثقافية والفنية التي تنظمها وزارة الشؤون الثقافية بالمناسبة.
ويشهد الجناح التونسي منذ الساعات الأولى لانطلاق المعرض إقبالا لافتا للزائرين من أحباء الكتاب والمهتمين بالثقافة والفن والتراث التونسي وذلك نظرا لما يضمّه الجناح التونسي من كتب ومراجع وإصدارات ذات أهمية إلى جانب الركن المخصص لمركز تونس الدولي للاقتصاد الثقافي الرقمي حيث عاش المهتمون بالمجال الرقمي رحلة افتراضية إلى المعالم الأثرية التونسية ومسارحها التاريخية.
كما يسجّل المعرض مشاركة وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية حيث عرف فضاءها إقبالا هاما من الزوار من مختلف الفئات العمرية ومكّن ممثل الوكالة في هذا المعرض مهندس الإعلامية حمزة شمس الدين الزوار من خوض تجارب غامرة باعتماد النظارات ثلاثية الأبعاد بعدد من المواقع الأثرية والمعالم التاريخية بالبلاد التونسية والترويج لتونس كوجهة ثقافية وإلى جانب التجارب الغامرة، تعرض الوكالة عددا من الإصدارات والكتب القيمة التي تبرز تاريخ تونس وعراقة الحضارات التي تعاقبت على بلادنا وتشجع على زيارة تونس والتعرف على ما تزخر به من تراث ثقافي.
وفي كلمة افتتاحية للجناح التونسي بالمعرض بيّن الاستاذ لسعد سعيد أهمية هذه المشاركة في تعزيز جسور التواصل بين تونس والسعودية البلد المضيف من جهة وبين تونس وبقية البلدان المشاركة في هذا المعرض الهام من جهة أخرى معتبرا أن اِختيار تونس كضيف شرف الدورة يأتي في سياق العلاقات الأخوية التي تجمع الشعبين السعودي والتونسي وفي إطار الجهود المشتركة من البلدين لتعزيز التعاون في المجال الثقافي، بالإضافة إلى اعتباره الجناح التونسي فرصة تتيح للقراء الاطلاع على آخر الإصدارات التونسية في مجالات الكتابة الفكرية والعلمية والرواية والقصة.
وقد خصصت الهيئة المديرة للمعرض فضاءات لتونس أُطلق عليها أسماء تونسية مثل “مسرح تونس الخضراء” و”مسرح القيروان” و”مسرح قرطاج” حيث تتنزّل هذه المبادرة في سياق تعزيز الحضور التونسي في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية وفي الخليج بصفة عامة.
يشار الى انه ضمن الانشطة الثقافية الموازية للمعرض خلال اليوم الأول الافتتاحي له قدّم الفنان التونسي زياد غرسة عرضا موجزا لوصلات من المالوف التونسي بفضاء “مسرح تونس الخضراء”
وتقام على امتداد أيام المعرض عدّة ندوات فكرية متنوعة المضامين منها ندوة حول “التحولات الثقافية المجتمعية” و”توظيف التراث وتسويق المكان” وأخرى حول “التاريخ وعلاقته بالفرد والمجتمع والدولة”كما انتظمت ندوة حوارية موضوعها “فنون العمارة التونسية: إرث عشرة قرون من الحضارات” وذلك بحضور رئيس الديوان الاستاذ لسعد سعيد، حيث قدم الدكاترة فوزي محفوظ ولطفي عبد الجواد وجهاد صويد مداخلات متنوعة أخذت كل واحدة منها زاوية نظر مختلفة ومنسجمة مع المحور العام لهذه الندوة التي سعت مداخلاتها الى ابراز تجذر الحضارة التونسية وتنوعها فتعاقب الحضارات ترك إرثا معماريا وثقافيا مهما مكّن من قيمة تراثية عالمية لمعالمنا التاريخية بكل ما تحتويه من زخرف وكتابة وفرادة لتؤكّد أن تونس ستبقى تضطلع بدور الرابط بين المغرب العربي والمشرق.
كما انتظمت ندوة حوارية أخرى كان محورها مشروع المركز الإقليمي للتراث المغمور بالمياه الذي سيقام بولاية المهدية ببادرة من تونس والذي من المنتظر أن تقع المصادقة عليه في الأشهر القليلة القادمة.
وقد قدم الباحث أحمد قضوم أهداف المركز ومشمولاته والشكل القانوني المقترح مؤكدا أن هذا المشروع من شأنه أن يقدم إضافة كبرى في المجال لذلك يحتاج تركيز هذا المركز الإقليمي إلى دعم مختلف البلدان العربية من أجل الإسراع بانطلاق أعماله حيث سيوفر الفرصة للباحثين الشبان من مختلف البلدان العربية وكذلك الإفريقية في مرحلة ثانية للتكوين في هذا الاختصاص الهام وتعزيز قدراتهم فضلا عن إسهامه الكبير في حماية التراث المغمور بالمياه وحسن التصرف فيه.
يذكر ان الجناح التونسي عرف منذ افتتاحه اقبالا لافتا حيث حظي بزيارة حمد فايز نائب وزير الثقافة بالمملكة العربية السعودية الأمير بدر بن عبد الله بن محمد بن فرحان آل سعود والذي اِطّلع على مجمل إصدارات وزارة الشؤون الثقافية بكل مؤسساتها وهياكلها و ثمّن في تصريح اعلامي ما يزخر به الجناح التونسي من إصدارات لأمهات الكتب والمراجع الفكرية والأدبية القيّمة وقذ تزامن المعرض مع عطلة نهاية الأسبوع في المملكة العربية السعودية فقد عرف زيارات من مختلف الفئات والجنسيات حيث عبّر هؤلاء عن مدى اهتمامهم بالحركة الثقافية والفكرية في تونس حتى أن هناك من استعرض شذرات من تاريخ الحركة الثقافية في بلادنا وذكر بعض الأسماء من رموزنا الثقافية التي أثرت في المشرق ليفرد الحديث عن الناقد والباحث والاديب التونسي الراحل أبو القاسم محمد كرّو الذي من خلال إصداره الشهير “الشابي: حياته وشعره” تعرّف قراء الشرق العربي على شاعر تونس الخضراء أبي القاسم الشابي كما دعا عدد من زائري المعرض إلى إيجاد آلية أو مزود يجلب إنتاجات وتراجم المعهد الوطني للترجمة نظرا لجودتها الثقافية والفكرية العالية،
من ناحية أخرى حرص غالبية الزوار على اقتناء عدة عناوين من الكتب التاريخية والدراسات وكذلك الروايات كما عبّر البعض منهم عن رغبته في اقتناء أمهات الكتب والمراجع التي تعرضها وزارة الشؤون الثقافية في الجناح والتي كانت غير مخصصة للبيع.
كما شهد الجناح التونسي زيارة الدكتور زياد سويلم الشمري المتخصص في العلوم السياسية والعلاقات الدولية والخارجية والسياسات الخارجية والدبلوماسية والتحديات الأمنية وكذلك في دراسة أحوال الشرق الأوسط والذي تم إختياره ضمن أكثر مائة شخصية جيوسياسية مؤثرة سنة 2017 نظراً لأعماله ومجهوداته في البحث العلمي وقد أصدر الشمري عديد الأبحاث نذكر من بينها “الانتفاضات السياسية في الشرق الأوسط” و”دور الأنظمة الملكية العربية” و”سبب سقوط الأنظمة العربية الجمهورية”
وقد أثنى الشمري على المشهد الثقافي والفكري التونسي لما فيه من تنوع وخلق وبالمناسبة أهداه رئيس الوفد التونسي السيد الأسعد سعيد إحدى الإصدارات التونسية القيمة، وهي الموسوعة التونسية الصادرة عن المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون (بيت الحكمة).
وحظي الجناح التونسي ايضا بزيارة الكاتبة الروائية السعودية نورة المغربي مديرة دار حبر للنشر والتي أعربت بالمناسبة عن استحقاق تونس لتكون ضيف شرف معرض الرياض الدولي للكتاب مشيرة إلى إعجابها الكبير بالأدب التونسي الذي يحمل خصوصية بلادنا بين طيات كل كتاب مع الانتصار للمبادئ الانسانية الكبرى وذكرت في السياق ذاته الكاتب شكري المبخوت الحاصل على جائزة البوكر للرواية العربية سنة 2015 عن روايته “الطلياني” وأميرة غنيم صاحبة رواية “نازلة دار الأكابر” التي وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر سنة 2021.
وكانت الزيارة مناسبة أهدت خلالها مديرة إدارة الآداب بالوزارة والمشرفة على الجناح راضية حباسي العرقي رفقة مديرة معهد تونس للترجمة زهية جويرو، للناشرة نورة المغربي مؤلفي “شهيرات التونسيات” لحسن حسني عبد الوهاب، و”أغاني التونسيات من خلال مرددات نساء بلدة الكنايس” لسلمى الجلاصي، والصادر عن المكتبة الوطنية، كما تولى أيضا الناشر حافظ بوجميل باسم الغرفة النقابية الوطنية لدور النشر إهداء ضيفة الجناح أحد أبرز إصدارات “نيرفانا”.
وفي الركن المخصص لهم منح شباب مركز تونس الدولي للاقتصاد الثقافي الرقمي للأطفال والكهول فرصة ثمينة وفريدة من نوعها لزيارة تونس افتراضيا بين أروقة مسارحها ومتحفها ومسالكها الثقافية كي تحفّزهم على زيارة تونس في الواقع.
وقبالة المشرفين على الرحلة الافتراضية خط المبدع عمر الجمني بشغف كبير أسماء زوار الجناح التونسي ليذيع سيطه في المعرض ويأتيه الزوار تباعا رغبة في ذكرى من تونس تتشكل من الخط العربي.
منصف كريمي