full screen background image
   الأحد 24 نوفمبر 2024
ر
شخصيات وطنيّة في وقفة تضامنية بساحة القصبة مع المفروزتين نقابيا واجتماعيا سنية الجبالي وبسمة المحمودي-التيماء

شخصيات وطنيّة في وقفة تضامنية بساحة القصبة مع المفروزتين نقابيا واجتماعيا سنية الجبالي وبسمة المحمودي

يشارك نوّاب بالبرلمان وشخصيات وطنيّة ومناضلون من المجتمع المدني والأحزاب السياسيّة التقدميّة في وقفة احتجاجيّة أمام قصر الحكومة بالقصبة يوم الأربعاء 10 جويلة 2019 على الساعة العاشرة صباحًا، مساندةً للنقابيّة سنية الجبالي والمعطّلة عن العمل بسمة المحمودي، المفروزتان نقابيا واجتماعيّا، واللتان تخوضا اضراب جوع منذ يوم 17 جوان الماضي، بمقر الرابطة التونسيّة لحقوق الانسان بتونس العاصمة. ويطالب المحتجّون ومساندوهم من نوّاب وشخصيات وطنية رئاسة الحكومة بالتدخّل العاجل لحلّ هذا الملفّ وبتحديد موعد قريب للقاء لجنة المساندة لبحث الموضوع.

وتخوض سنية الجبالي وبسمة المحمودي اضراب الجوع للمطالبة بشغل قارّ ولائق يضمن للأولى تكاليف العلاج والغذاء الخاصّين بمرض الإبطن المزمن لها ولأفراد عائلتها الثمانية، ويضمن للثانية وشقيقتها مورد رزق يحفظ كرامتهما ويسمح لهما بكراء بيت يأويهما ويقيهما من التشرّد.

ويبلغ الاضراب هذا الخميس 11 جويلية يومه الـ 25. وجدير بالذكر أنّ المضربات دخلن “المرحلة الثالثة”، كما يصفها الأطبّاء (وهي المرحلة التي يبدأ فيها الجسم في الفراغ من الأملاح المعدنية الضرورية للحياة)، بما يعني دخول المضربات مرحلة الخطر الجدّي على صحّتهما. علمًا وأنّ مرض الإبطن، الذي تعاني منه سنية الجبالي، يمكن، حسب تقديرات الأطبّاء المتابعين للاضراب، أن يزيد في تعكّر وضعها الصحّي.

لمحة تاريخيّة:

تعود حيّثيّات هذا الاضراب الى سنة 2012، عندما طردت سنية الجبالي وزميلاتها من مصنع sea latelec التابع لمجمع latecoere الفرنسي. ممّا دفعها، بصفتها كاتبة عامّة للنقابة الأساسية بالشركة، الى اتخاذ كافة الأساليب النضالية المشروعة، والتي بلغت ذروتها باضراب جوع خاضته بمقر الاتحاد العام لطلبة تونس خلال شهريْ ماي وجوان 2014.

وقد أفضى صمود سنية الجبالي وزملاؤها وقتئذ الى إعادة تشغيل كافة المطرودات والمطرودين وحصولهم على مستحقّاتهم كاملة، ما عدا النقابيّتين سنية الجبالي ومنية الدريدي واللتان قبلتا بتعوض ماديّ بسيط. ولم ينفع هذا التعويض سنية الجبالي سوى في استخلاص ديون تراكمت طيلة سنتين من النضال وفي توفير مسكن متواضع لائق لعائلتها الكبيرة المعوزة.

الاضراب الحالي : اثر طردها من عملها السابق، حاولت سنية الجبالي طيلة السنوات الماضية ايجاد شغل بأحد مصانع الشركات الخاصّة بالمنطقة الصناعية الأقرب الى منطقتها، المحمّدية. الّا أنّها فوجئت باقصائها وبوضع اسمها على “قائمة سوداء” أعدّها أصحاب الشركات لمعاقبتها على استبسالها في تلك المعركة النقابية إلى درجة أن أمست “رمزًا” يجب محاصرته وتجويعه ليكون “عبرة لمن يعتبر”.

وأمام رفض مختلف السلط المحلّية والوطنية التي اتّجهت لها سنية لتشغيلها (بلدية المحمدية، معتمدية المحمدية، ولاية بن عروس، وزارة الشؤون الاجتماعية والخ)… لم يبقى لسنية الجبالي سوى أن تخوض مجدّدا، وعلى حساب صحّتها العليلة أصلا، “معركة الأمعاء الخاوية” لاسماع صوتها لشعبها وللسطات الحاكمة، ومن أجل الحصول على حقوقها المشروعة والمضمونة دستوريًا.

من هي بسمة المحمودي؟

هي شابّة من نفس مدينة المحمّدية، متحصلة على الأستاذية في الحقوق منذ سنة 2009 ، معطلة عن العمل اثر طردها تعسفيا من العديد من الشركات التي لا تعرف سوى استغلال عرق العمّال وترفض ترسيمهم، يتيمة الأب والأمّ، مما يجعلها كافلة لشقيقتها المعطّلة أيضا عن العمل. بسمة وشقيقتها تعيشان في حالة تشرّد، وتطالبان بشغل قارّ ولائق يضمن لهما مأوى يحفظ كرامتهما.