

انطلقت مساء السبت 18 أكتوبر في العاصمة الفرنسية باريس فعاليات الملتقى الدولي للكتاب العربي في فرنسا، الذي تنظمه مؤسسة كل العرب الإعلامية بشراكة مع اتحاد الصحفيين والكتاب العرب في أوروبا، وذلك في القاعة الكبرى لبيت مصر بالمدينة الجامعية.
ويُعد هذا الحدث الثقافي أحد أبرز المنصات العربية في أوروبا لتكريم الكلمة الحرة وتعزيز الحضور الأدبي العربي في المشهد الثقافي الدولي.
شهد حفل الافتتاح حضورًا رفيع المستوى من السفراء والدبلوماسيين العرب، إلى جانب نخبة من الأدباء والشعراء والباحثين والإعلاميين، في أجواء احتفالية مفعمة بروح الإبداع والتضامن العربي.
وقد تولت تقديم الحفل الإعلامية وداد عبد العزيز، التي رحبت بالضيوف مؤكدة أهمية هذا اللقاء في توحيد الكلمة الثقافية العربية في المهجر.

وتناولت ْممثلة دولة فلسطين،السفيرة علاء يوسف تطورات المشهد الفلسطيني، مثمنة الموقف العربي وخاصة الدور المصري في دعم القضية الفلسطينية ووقف العدوان على غزة، مؤكدة أن الثقافة تبقى سلاحًا ناعمًا لمقاومة محاولات طمس الهوية الفلسطينية.
أما مؤسس الملتقى ومديره العام الأستاذ علي المرعبي، فقد وجّه تحية تقدير للحضور الكبير، مشيدًا بالدعم الدبلوماسي والثقافي للحدث، وأعلن عن إصدار جديد لدار كل العرب بالتعاون مع نقابة الصحفيين الفلسطينيين واتحاد الصحفيين والكتاب العرب في أوروبا بعنوان “في اغتيال الرواية”، يوثّق لشهداء الإعلام الفلسطيني منذ أكتوبر 2023.
لم يقتصر الملتقى على الكلمات، بل كان احتفاءً متكاملاً بالإبداع العربي، حيث ألقى الشاعر الدكتور محمد جميح، سفير اليمن في اليونيسكو، مجموعة من القصائد التي لاقت تفاعلاً واسعًا من الحضور، تلاه الدبلوماسي الموريتاني سيدي ولد الأمجاد بقصيدة عمودية عن موريتانيا ومصر، بمرافقة موسيقية للفنان السوداني وعد كريم على آلة العود.
كما كرّم الملتقى عددًا من الشخصيات الثقافية والدبلوماسية، حيث قدّم علي المرعبي ميداليات تذكارية وشهادات تقدير لكل من السفيرين علاء يوسف وهالة أبو حصيرة، إضافة إلى نسخ موقعة من كتاب شهداء الإعلام الفلسطيني لكل من الدكتور محمد جميح والدبلوماسي سيدي ولد الأمجاد.
وقد شهد اليوم الأول أيضًا جلسات توقيع كتب من قبل الكاتب د. خلدون غزر الدين الذي استعرض تجربته الأدبية، والكاتب أسامة سماحة الذي تحدث عن الدور الريادي لمصر في دعم الثقافة العربية.
أما الأمسية الشعرية التي أدارها الأستاذ علاء الدين السعيدي، فقد كانت لوحة فنية متعددة الألوان شارك فيها شعراء من مختلف الدول العربية، من الجزائر والمغرب وسوريا وتونس، جسدوا من خلالها في قصائدهم وحدة الإحساس العربي رغم اختلاف الجغرافيا.
واختُتم اليوم الأول بندوة أدبية غنية بالنقاشات، أدارتها الأستاذة فايزة مصطفى وشارك فيها الأدباء واسيني الأعرج وفتيحة دبش وتسنيم طه وأبو بكر العيادي وماهر عبد الرحمن، وستُنشر مداخلاتها كاملة لاحقًا ضمن سلسلة ندوات الملتقى.
ووجّه الأستاذ علي المرعبي كلمة شكر وتقدير للحضور، مؤكدًا أن الثقافة العربية في المهجر ما زالت تنبض بالحياة وتستحق أن تُروى للعالم، واعدًا بأن يكون اليوم الثاني من الملتقى أكثر ثراءً بالحوار والإبداع. الملتقى الدولي للكتاب العربي في فرنسا يواصل إشعاعه للعام الثاني على التوالي، مؤكداً أن الثقافة العربية قادرة على تجاوز الحدود، وأن الكلمة الصادقة لا تعرف المنفى.
نوال الخضراوي