يعرض حاليا بالمتحف الاثري بسوسة معرض تشكيلي للفنانة التشكيلية نجوى بلفقيه الغنوشي تحت عنوان “أسرار سكرية”، وقد تم افتتاحه في 13 جانفي ليتواصل الى غاية 13 فيفري 2024.
وياتي هذا المعرض بعد التجارب الثرية التي خاضتها الفنانة نجوى بلفقيه الغنوشي على مدى 25 سنة من معانقة الفرشاة واللوحة وما اكتسبته من مهارات حرفية تلقتها عن والدتها في الخياطة والتطريز وغزل الصوف والخياطة الرفيعة، البذرة الأولى التي مكنتها من اكتشاف مواهبها الفنية التشكيلية وما خبرته من خلال تكوين ثري ومشاركات في عديد المعارض الوطنية والدولية منذ 1997، ما أدى الى تنمية حسها واحترافها في عالم الفنون التشكيلية وتكريمها بعديد الاوسمة والميداليات خلال مسيرة حافلة خاضتها الرسامة, متنقلة ببين عديد المدارس الفنية التشكيلية من الانطباعي الى التجريدي والتشخيصي والتلصيق.
يحتوي معرض “أسرار سكرية” على 32 لوحة منها لوحتان احداهما ثلاثية الأطر والاخرى ثنائية، وللمتصفح الى اعمال السيدة نجوى بلفقيه الغنوشي المفعمة بألوانها المتناغمة التي تميل الى زرقة بحر موطنها سوسة وحرارة الألوان المتوسطية واعتدالها التي تعكس حسها المرهف والدفين لخفايا اعماقها مترجمة في شكل بوح لصدى حياتها اليومية كامرة تونسية معباءة بالحياة ومسكونة بالاحلام وفيض من تاريخ حضارتنا العربية الموغلة في ثراء كنهها.
تلتقط الفنانة نجوى بلفقيه الغنوشي نقطة من أنفاس حسها لترسم على لوحاتها متعددة الاحجام من الكبيرة الى الصغيرة اشكالا ما، تبدأ بها وتبني عليها قصة نمطية بتمازج الألوان تريدها غامضة تحمل دلالات ومعان تترك للمتأمل والمتمعن فيها قراءتها وتفسيرها حسب تأويله وقدرته على الغوص خاصة وراء التضاريس التي تتميز بها لوحات التلصيق التي سافرت فيها بعمقها وصورت فيها عالما او كونا يعلو وينزل بحجم علو هذه التضاريس التي ترفو بنكهة الألوان البارزة والمتراصة حولها في طقوس تكاد تنطق ألما او فرحا او إصرارا على البقاء والسفر.
اما في لوحاتها التشخيصية القليلة والتي أظهرت فيها أيضا في ضبابية عمق انتماء الانثى والمراة التونسية الى محيطها التقليدي في سوسة وتماسك اسرها كتماسك بنيانها الرائعة المطلة على البحر في رونق يرشح بالهمة والحس الفني الراقي في منابر العطاء بين اسوار المدينة ونسمات البحر، فشخوصها النسائية يغلب عليها الغرور وقوة جحة الانتماء عنوانا وشعارا يعكس بديهية الفنانة في توهج رسمها لمحيطها الذي تستأنس به.
معرض “أسرار سكرية” للفنانة نجوى بلفقيه الغنوشي هو قصة حب عميقة تعيشها بحلوها ومرها يشاركها فيها افراد اسرتها أبناؤها واحفادها واصدقاؤها من سوسة ومن تونس ومن كندا وأوروبا وكل العالم تحمل فيه ريشتها لتروي قصصا بين اشكالها منسابة بين الوانها الوان السيدة نجوى بلفقيه الغنوشي الفنانة الحالمة والتي لا تغفو كي لا ينقطع فيض حلمها.
الشاذلي عرايبية