تحت اِشراف المندوبية الجهويّة للشّؤون الثّقافية بالكاف و بدعم من إدارة المطالعة العموميّة،نظّمت مؤخّرا المكتبة الجهويّة بالكاف بالاشتراك مع رابطة شعراء سيكا الدّورة الثّانيّة لتظاهرة ” كاف الفنون ” والّتي اِحتضن فعاليّاتها فضاء المكتبة المذكورة.
تظاهرة هامّة:
كنّا قد واكبنا فعاليّات الدّورة الأولى لتظاهرة ” كاف الفنون ” الّتي اِنتظمت في جوان الفارط والّتي اِحتظنت فعالياتها المكتبة الجهوية بالكاف،و قد كانت دورة ناجحة بكلّ المقاييس رغم أنّها دورة تأسيسيّة،و قد تضمّنت عديد الفقرات كالقراءات الشّعريّة و المعارض و الجلسات العلميّةو غيرها ،فكانت بمثابة الفسيفساء الإبداعيّة و الفكريّة الرّاقية ليتأكّد الحاضرون مرّة أخرى أنّ الكاف ليست عاصمة للغناء و المسرح فحسب و إنّما عاصمة للشّعر و للنّقد و للفنون التّشكيليّة أيضا.
نجاح ساحق للدّورة الثّانيّة:
قد اِنتظمت الدّورة الثّانيّة كما ذكرنا بالاشتراك مع رابطة شعراء سيكا،وهي دورة حقّقت نجاحا ساحقا من حيث البرمجة و التّنظيم و الحضور لدرجة أنّ فضاء المكتبة الجهويّة بالكاف كاد يعجز عن اِستيعاب الحاضرين.وقد اِنطلقت فعاليّات الدّورة الثّانيّة بتدشين معرض الفنون التّشكيليّة لكلّ من الفنّانات و الفنّانين بلقيس التبسي و هبة القاني و يوسف اللّموشي و رفيقة العابد و ملك دروازي،و بتدشين معرض الكتب الّذي خصّص لكتّاب ولاية الكافقبل أن تفتتح مديرة المكتبة الجهوية بالمكان السيّدة زينب المزّي الدّورة بكلمة ترحيبيّة ثمّ بعدها الإستماع إلى كلمة المندوب الجهوي للشؤون الثّقافيّة الأستاذ الرّوائي نعمان الحبّاسي لتنطلق إثر ذلك أشغال الجلسة العلميّة الأولى برئاسة الأستاذ مراد الخضراوي و الّتي تضمّن برنامجها مداخلتين الأولى للدّكتور سمير السّحيمي بعنوان:” كتابة الذّات في نماذج من الشّعر النّسوي التّونسيّ ” والثّانية للدّكتور بسّام البرقاوي بعنوان :” الشّعر بالشّعر و البادئ أظلم “.و إثر ذلك تمّ تكريم رئيس اِتّحاد الكتّاب التّونسييّن الدّكتور العادل خذر و الشّاعرة الرّاحلة نجاة المازني لتنطلق إثر ذلك الأمسية الشّعريّة الموسيقيّة الّتي أثّثها الشّعراء: منصف المزغنّي و آسيا الشّارني و الجليدي العويني و الحبيب الحاجّي و مريم الخضراوي وفتحيّة الهاشمي وزهرة الحواشي و وليد السبيعي و غيرهم في مرافقة ووصلات موسيقية للفنّان يوسف الرّياحي.
أمّا اليوم الثّاني فقد اِنطلقت فعاليّاته بأشغال الجلسة العلميّة الثّانيّة برئاسة الدّكتورة منية العبيدي و قدّم خلالها الدّكتور العادل خذر مداخلة بعنوان:” أنا المرأة في أعمال روائيّات تونسيّات فرنكفونيّات ” ،تلتها مداخلة بعنوان ” السّرد النّسوي:الصّورولوجيا نموذجا “،قدّم بعضها حمد الحاجّي الّذي لم يستطع تقديمها كلّها بعد ان كشف الدّكتور سمير السّحيمي للحضور أنّها ليست لحمد الحاجّي الّذي اؤستغربنا كما اِستغرب الجميع من تقديمه لمداخلة لغيره.و لئن كانت الحادثة مخجلة للحاجّي إلاّ أنّه لا يمكن لوم الأطراف المنظّمة عن برمجته،كما لا نلوم الصّحف و المجلاّت و المواقع الإلكترونيّة على نشرها لقصائد و لقصص قصيرة و لدراسات نقديّة و لمقالات اِتّضح فيم بعد أنّها مسروقة.
و بعد النّقاش اِنتظمت أصبوحة شعريّة موسيقيّة أثّثها الشّعراء: بوبكر العموري و كريمة الحسيني و منية العبيدي و حنان علوي و عماد الزّغلامي و كمال بوعجيلة و الحلاّج الكافي وخالد الجبّاري و عادل الهمّامي و نور الدّين بن يامينة في مرافقة موسيقيّة للفنّان يوسف الرّياحي قبل ان تختتم فعاليّات الدّورة بتوزيع الشّهائد على المشاركين.
حفاوة و كرم:
و كعادة الكاف دوما ،فقد تميّزت الدّورة بالحفاوة و بالكرم حيث تمّ خصّيصا اِعداد اكلة البرزقان الخاصّ بالكاف و عديد الأكلات الشّعبيّة الّتي لا يمكن تذوّقها إلاّ في الكاف،كما اِنتظمت و بصفة عفويّة سهرة موسيقيّة بنزل الإقامة غنّى خلالها الفنّانون و الشّعراء و الشّاعرات في اجواء جدّ ممتازة.
و لا يفوتنا في خاتمة هذا المقال التّنويه بمجهودات المكتبة الجهويّة بالكاف بإدارة الأستاذة زينب المزّي و رابطة سيكا برئاسة الشّاعر بوبكر العموري و منسّق الدّورة الزّميل الصّحفي و الشّاعر نور الدّين بن يامينة دون أن ننسى المندوبيّة الجهويّة للشّؤون الثّقافيّة بالمكان بإدارة الأستاذ الرّوائي نعمان الحبّاسي و كافّة أعضاء رابطة شعراء سيكا و أيضا للجمهور الّذي حضر بكثافة في دورة ناجحة بكلّ المقاييس.
عادل الهمّامي