full screen background image
   الخميس 21 نوفمبر 2024
ر

المرناقية: تواصل معرض “حنين” للفنانة التشكيلية حذامي سلطان

بعد 10 سنوات من التأمل والبحث والتفاعل مع الخطوط والألوان والرؤى تخرج الفنانة التشكيلية الى النور بمعرض يضم 23 لوحة ينتظم الى حدود يوم 10 جانفي الجاري بدار الثقافة بالمرناقية وفي تنظيم منها وبإشراف من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بولاية منوبة
وبين الـ23 لوحة تشكيلية معروضة تأخذنا الفنانة التشكيلية حذامي سلطان وهي ابنة منطقة صنهاجة بوادي الليل واستاذة فنون تشكيلية، خريجة المعهد العالي للفنون الجميلة بتونس سنة 2011 ومحترفة منذ سنة 2015 في رحلة تنساب فيها الألوان الزاهية والموزّعة بين هذه اللوحات وفي رسالة مشفّرة لمعان ورؤى شاعرية تنسينا هواجس المعيش اليومي وتأخذنا نحو مشاعر السكينة والحب والرومانسية وعناق الروح وحلمها رغم ما يتخلل بعض هذه اللوحات من تعبيرات عن فوضى اليومي وعلامات “الانهيار” و”التشعّب” و”الهاوية” و”الاستغاثة” و”التلاشي” وبين هذا وذاك تحضر هويتنا التونسية من خلال لوحات المعمار الخصوصي والمرقوم والمدينة العربي والسقيفة والنقوش والحرقوس
وهذا التنوّع في مواضيع هذه اللوحات على اختلاف ألوانها وتنوّعها ينمّ عن ثراء تجربة هذه المبدعة منذ كانت طالبة حيث كانت لها مشاركات هامة في مجال الفنون الجميلة في الملتقى الدولي للفنون التشكيلية بالمحرس والصالون الجهوي لنوادي الفنون التشكيلية بدور الثقافة بولاية أريانة إلى جانب عدة معارض جماعية بالعاصمة ليكون لأحبّاء الفن التشكيلية موعد جديد مع معرضها الثاني ضمن مسيرتها بدار الثقافة المرناقية والذي انطلق منذ يوم 18 ديسمبر الماضي كما عرفت هذه المبدعة بتنشيطها لعدة ورشات في الرسم على مختلف المحامل وخاصة ضمن التظاهرات الثقافية التي نظمتها عدة دور ثقافة بجهات البلاد مرورا بمقرين فسيدي حسين فالمرناقية
في هذا المعرض كان “الحنين “ممثّلا في لوحات مختلفة الأحجام تحاكي الماضي والحنين الى عبق المدينه العتيقه بأنهجها وأبوابها وبتراثها اللامادي كما كانت الرحلة بين هذه اللوحات معبّرة عن بعض “فوضى” واقعنا البيئي الملوّث ولئن قيل ” إذا قالت حذامي فصدّقوها…فإن القول ما قالت حذامي” فان هذا المعرض يقول لنا “إذا رسمت حذامي فتابعوها واستمتعوا بجمال لوحاتها” لان معرضها يأخذنا في في سباق مع الزمن وبين لوحات من أحجام ومقاسات مختلفة .
جدير بالذكر ان هذه المبدعة الشابة سبق لها ان عرضت اعمالها ضمن معارض مشتركة في تونس وفي دول أخرى منها مصر ، لبنان ، الأردن ، الجزائر ، فرنسا ، السنغال ، الهند كما سبق لها ان نظّمت معرضا اولا وخاصا في منتصف السنة الماضية تحت عنوان “عمرانيات”
وعن تجربتها تقول حذامي سلطان انها تنظّم معرضها المذكور بإصرار وعزيمة امتزجت بحب كبير للرسم كأرقى الطرق تعبيرا بالنسبة للفنان التشكيلي ليختزل معرضها مشوار تجربة 10سنوات من العمل كرسامة اقتحمت بريشة نافذة و ناقدة ومبتكرة عالم الرسم والفنون الجميلة ليكون هذا المعرض حسب ما افادتنا نتاج مشاركاتها المتعددة والمتنوعة في معارض جماعية وطنية ودولية منها المعرض الجماعي « Im-passe » الذي سبق ان احتضنه المركز الثقافي PRÉFACE والتي استلهمت منها الكثير وكانت الزاد لها والبوابة لإثراء تجربتها الفنية التي تأخذنا في رحلة متشابكة وأفكار متعددة تشكل خصوصيات اللوحات المعروضة والتي تعبّر كل واحدة منها عن قصة تحاكي الواقع وتكشف عن جانب من الفنان في التميز والتفرد في تقديم فن يرقى بالذائقة.
منصف كريمي