ضمن برنامج التوقيعات الخاص بالاصدارات الجديدة وفي اطار الدورة 36 لمعرض تونس الدولي للكتاب تنظّم دار سحر للنشر بجناحها حفل توقيع خاص برواية ” تاتيانا” لفتحية الهاشمي وذلك مساء يوم 20 نوفمبر الجاري وفي تقديم للناقد البشير الجلجلي وهي رواية تنصهر ضمن ما يعرف بـ”الرواية الإيروتيكية” بالمفهوم الغربيّ وضمن الجنس الخياليّ الجنسيّ و رغم علمنا أنّ الكتابة في الجنس لا تجعل العمل دائما ايروتيكيّا وهو ما يميّز أعمال الرّوائية التّونسيّة فتحيّة الهاشمي التي بدأت مغامرة الجنس الرّوائي منذ 2005 في رواياتها الأربع متخذة نهجا خاصا بمواضيع وأفانين قول حتى كادت تضع لنفسها منهجا فريدا في الرّواية التّونسية والعربيّة…
وتعدّ رواية “تاتيانا” رّواية صادمة فهي متهجّيّة لغة الجسد ضمن جنس ما يسمى رواية الجذر اللاّتيني الواحد الذي تأزّم فكتب مَتْنا ورواية وقد رسمت فيها روح الثّورة التّونسيّة رغم انزلاقات السياسييّن والبرلمانييّن لتحذرهم قبل العِقاب في استشراف من الكاتبة لما حدث في تونس منذ يوم 25 جويلية الماضي وجاءت هذه الرواية ضمن نص حواري جمع بين ما هو تراثي وحديث وبين ما هو واقعي وعجائبي إذ لم تكن كلماتها تعابير خادشة لملامسة الاشياء والمعاني رغم ان مواقفها جارحة للحقيقة في كشف خادش للتابوهات وفاضح لكيان مشوّه هشّ ومتناقض عن الانسان العربي ليجمع هذا العمل بين الصوت والصورة والحركة وعبر أبعاد سياسية ايديولوجية حيث يتمظهر الصوت في هزاءات بطلها المنتكس بانتكاسات الاوطان وتتمظهر الصورة في بيبوغرافيا الميلاد والحياة والموت لتحمل الرواية قارئها الى عالم العري الذي يتحرك داخله بطل غريب وفاعل رئيسي في عالم السرد عموما والسرد النسوي خصوصا وهو البطل الذكوري ليتأرجح حلم الثورة كما قال الدكتور فتحي بن معمّر عن هذه الرواية “بين شيوعية لا تنضج وأصولية لا تطمئن وفساد لا يستكين” وعبر كما أضاف “حلبة مصارعة ثيران يلعب هو وعضوه فيها دور الثور المستشار”
منصف كريمي