هي محاولة لكائن بشري سئم نمطية المجتمع الذي ولد و ترعرع فيه و اكتسى بثوب نواميسه المقننة. فقرر ان يثور باحثا عن ما هو جديد، قادر على الارتقاء بإنسانيته المعذبة من خلال فراغ ابتدعه حتى يتسنى له محاورة عوالم أخرى او ربما قد يكون لها صدى في مكان ما او زمان ما وجد و قد يوجد يوم ما.
الى اي مدى يمكن للفراغ ان يحقق هاجسا إنسانيا مرعبا؟
أي صلة مربكة و مفزعة قد تكون بين جسد يفكر و فراغ مبتكر؟
هل هذا الفراغ المرئي النابع من مخيلة الكائن انعكاس للفراغ الا محدود في الهوية الكونية؟
تمثيل : هاجر سعادة تونس نص: عبد الكريم العامري العراق اخراج : سجاد الجوذري العراق أحلام البجاوي تونس سينوغرافيا : سجاد الجوذري العراق اضاءة : محمد صالح المداني تونس علي زهير المطيري العراق تصوير العمل بأكمله (فيديو و صور ): محمد امين الجلاصي
وما ملكت.. مشكلات المرأة الأزليّة!
لا نريد أن نقوم باستعراض ما تعانيه المرأة، ككائن بشري على وجه الأرض، فالأمر معروف للقاصي والداني، وأمام صمت العالم المتحضر لتلك المعاناة كان لزاماً عليّ ككاتب مسرحي، أعيش وارى تلك المعاناة وأشعر بها، كان لزاما عليّ، أن أتناولها في نص مسرحي، ذلك لأن العمل المسرحي يرفع الغشاوة عن الأعين التي لم تر تلك المعاناة كما هي.
الفن المسرحي يكشف المستور، والمسكوت عنه، ويوضح كثيرا من الأمور، وهذا ما قمت به في مسرحيتي “وما ملكت” وكان اختياري لنوع النص أن يكون مونودرامياً لتكون المرأة هي بؤرة الحدث، ومحركه في النص، وهي المتحدثة عن معاناتها، وإشكاليات عيشها في عالم يدّعي أنه مع المرأة، ومع حريتها واستقلاليتها، لكنه من جانب آخر يكون سيفا مسلطا على رقبتها، وواعظاً لها، ومحرضاً عليها، وفي مجتمعنا الشرقي لا يعتبرها الا سوى سلعة، أو فراش للذة.
المرأة في هذا العالم مادة بحث يجب أن نتناوله في كافة الفنون، في الاغنية والموسيقى، في المسرح، في السينما، وغيرها، وهي في كينونتها إنسان لابد أن يأخذ دوره في الحياة كما يجب، بعيداً عن الاضطهاد، والسيطرة. وعودة لمسرحية “وما ملكت” عالجت فيها مجموعة من المشكلات التي وجدتها رأس خيط كل المشكلات، وتقف في أولها الحرية التي تطلبها المرأة، في الفكر والرأي والعمل، وأردت في هذا إيصال رسالة، وهو غاية كل نص مسرحي، مضمونها أن المرأة لا تختلف عن الرجل وهي الجناح الثاني لطائر الحياة الذي بدونه لا يمكن أن نحلّق عالياً بفكرنا وعالمنا.