full screen background image
   الجمعة 22 نوفمبر 2024
ر

حافظ خليفة يقدم مسرحيته الجديدة “الكونتاينر” أمام  لجنة المشاهدة في حاوية شحن

قدم مركز الفنون الدرامية و الركحية بمنوبة ” مسرحية الكونتاينر ” يوم الثلاثاء 31 اوت 2021 بدار الثقافة دوار هيشر العرض ما قبل الأول لثاني انتاجاته المسرحية امام لجنة المشاهدة و الشراءات بوزارة الشؤون الثقافية ،

نص كلاري بايلاي وإخراج حافظ خليفة

المسرحية ليست مثل الاعمال السابقة لحافظ خليفة إذ حاد هذه المرة عن الإبهار الفرجوي ليخوض مغامرة المسرح التجريبي دون إنارة مسرحية مفتعلة أو ديكور  أو فضاءات مفتوحة ودون حتى موسيقى وإنما اعتمد على بطاريات واضاءة خافتة داخل فضاء ضيق  عبارة على حاوية شحن le conteneur بالفرنسية  the container بالإنجليزية “.

المسرحية كما من عنوانها تثير فيك الغموض والرغبة في الغوص في مكنونها لاستجلاء الحقيقة التي كثيرا ما تم التعتيم عليها و لم يتنبه أحد الى وجودها ألا وهي ظاهرة الهجرة السرية عبر البر وخاصة  من الشرق على الحدود التركية و التي تعتبر بوابة كبيرة لكل المهاجرين و اللاجئين الفارين من ويلات حرب العراق وسوريا و لبنان و فلسطين و اليمن و غيرها من البلدان الغير العربية كأفغانستان و باكستان و المناطق الفقيرة من اسيا الصغرى و الشرقية.

وقد سبق للمخرج حافظ خليفة أن اشتغل على هذه المسرحية في نسختها الإيطالية قبل سنوات  وإيمانا منه بأهمية هذه القضية الإنسانية الحارقة والدامية للقلوب قرر إطلاق النسخة التونسية من الكونتاينر .
وتقدم المسرحية خمسة لاجئين من بلدان عربية (يمني ,صوماليتان, تونسي , عراقية) يسافرون داخل كونتاينر في هجرة سرية و في الاثناء يقع استغلالهم من طرف المهرب التركي و تنكشف معاناة كل واحد منهم, دون معرفة مصيرهم المتوقع.
هذا العمل يتمرد بخصوصيته عن نواميس الفرجة المسرحية المعهودة
ويحمل الجمهور لمعايشة الحدث و الفعل الدرامي بالمسرحية فالجمهور جزء من الحكاية و هو شاهد و كانه عنصر مهاجر بالكونتاينر او الحاوية, حتى تكتمل حالة التأثير و التطهير .

حلم آخر يتحقق لمركز الفنون الدرامية والركحية بمنوبة  بإدارة المسرحي  أيمن السعيداني بأن يكون مركز الفنون الدرامية و الركحية بمنوبة حاضن للمشاريع المسرحية المختلفة على مستوى الأفكار و الاطروحات المقدمة ..

وقد شارك في هذا العمل  كذلك كل من الممثلين المبدعين البشير الصالحي ، أميمة المحرزي ، جميلة كامارا ، رمزي سليم ، نادية تليش ، عبد القادر الدريدي ، آدم الجبالي ، وفي التقنية  والتوضيب الركحي رياض التوتي ، محمد دبيشي و فتحي الرمزي .

وتبعا لخصوصية النص وتعدد اللهجات  ولكي يكون  اكثر واقعية و صدقا
وارتباطا وثيقا بالواقع ، ساعد في صياغة اللهجات الأصلية كاللهجة السورية(الغوطة الشمالية)  د. عجاج سليم
Ajaj Salim من سوريا والعراقية د. عواطف نعيم عزيز خيون من العراق (الموصل، سنجار )و السودانية الفنان عبدالله المصري من السودان و اللغة التركية الأستاذة رانية السوايحي للغة التركية