وأنت تختفي بين سواعد الأزرق البني ..الكارامال في بهجة الحيطان ..وتختمر في علو المكان..من قلد وسمك ب”سيد الرجالة” لتثير حقد الوطن عليك بكل ألوان حكامه…هل جنت عليك الرجولة يا كاف الأسود ورسًام الحدود.لاتقس الرجال على مواسمك وقصاعك وزنودك وسيوفك والملاحم التي مرت من طاولة يوغرطة إلى واقعة صاحب الطابع بوادي صراط…فمن جندلت في قسم التاريخ ليقسو عليك سلاطين الأمس واليوم..قل واقفا لا عليك …فمن الوقوف تنبت الزنازين وهي في حبري من زمن الحروب ..ومنها ينبت عشب القادمين الى المروق على نص المساء ونصف الفصول وأنصاف العجاف على رؤوس أنصاف الساسة والمتسملكين الخراب…
…………
وأنت بقبعة الخريف وخوذات الخسارة تبدد يومك في الحانات…تكسب ما يحول الحيطان الى فن يظل شاهدا على صمود البذار…وانت تواجه الصعلكات الحثيثة بتنمر صيف استله غزاة الكراسي ووسدوه على سهول السنابل وسهوهم الدائم عن الصناديد…هناك بأعلى القلب صومعتان تطلان على الحضور ..وكنيستان تطلان على الغياب..وأنت ترفع كأسك الخاسرة يبدأ الظل مع الضوء.. يتشابهان في حروف الذل وهوان النفيس…كم مرة جاؤوا لموتك فأرجعتهم سالمين الى الوطن…وكم مرة سبوك وأخرجتهم أحرارا على أكتاف عبوديتهم…كان لهم ميزان السنين وكنت لهم الدهر…في غرفة ما على سبيل الموت يرقد الأحياء في بومخلوف ..وأنت تلين بالخيل حيث تميل الجياد وترخي العصور في شاهقة الكارامال..القصبة تلك التي دفًأتهم من الهروب وأعلنتهم مع السهوب هضابا وملوكا…لمن ستتلو الحقيقة وهم لا يقرأون..قالت وقائع الحرب…كل سلالات العقوق مرت عليك وما رتعبت وكل سلالات الغفران لديك وما نسحبت من الحب …لأن ترشيش أو سيكا أو قرطاج أو شقابنرية …أرض مرث للغزات والصبوات ..ومهد للجبلة والجبال
………..
على سفح بدائيتي سكبت بعض أعضائي فدية لي من الخيانة أن تطال أعضائي…من هنا انكسر الصخر ثم صعد …على تلًة الأزمنة بنينا مدينتنا…بنيناها بسواعد القبائل المتوحشة …لا تقل بمدنيتي الآن ..سل سيدي منصور وتلك الكهوف والخطاطات الحجرية. ..سيجيبك الدير…ولأننا من الدير فنحن لاندور إلا كما الدوران إما تصوفا أو لنثير نقعا او لنطعم برًا …نحن من سلالة الرقص والدوران …الفن بنا والليل نسكبه فيصير أنثى والليل ندربه على رسم الألواح …والليل نزيل به ما يعلق من وعوعات النهار على أطراف الوجد…جبل الدير …والريح لها من وعوعات النهار نصيب قبل الثلج بهبوب …جبل الدير يحنو على الليل …مدينة الأزمنة والمقابر مدينتي…
…………
من أطراف حبة قمح وسنابك شتى عرًش الوجد بي فصعدت من ربوة الماضي إلى أسفل ساسة اليوم..ورايت المقابر أعجاز نخل شاهدة …مدينة الديانات والجبانات مدينة ترى المقابر من كل زاوية تحدد طبقات الموتى والراحلين والخالدين والباقين على قيد الحياة…نعم في مدينة كل هذه الاوصاف المقابر…مقبرة المسيحيين..مقبرة اليهود….مقبرة الغرباء….ومقبرة المقيمين من أهل المدينة….كي لاتضيع وأنت تبحث عن دم ضاع في ليل هجرتك إليها تعد لك مقبرة لأحفادك الباحثين….تقوم المدن على الجبًانات…وهو إرثنا للطغاة القائمين على نسيان الكاف في خطب المعطوبين من ساسة البلد الآن….
…………………
بن عنين …على حافة الحديقة المهملة وقفت شاعرا ولم أبك …وأمام نزل سيكافينيريا تأمًلت حانة الماجستيك…مررت كفي على ترابك وابتسمت يا مدينة الحانات والرياحين…كانت اللوحة الفسيفسائية للبلبل المشدوه على حافة الحديقة تربكني…ومن على حانة “لوبارج” أطل على آخر السهل …على السنبلة…الكاف يا مدينة الأعلام والفن والخيال والجبال…تذكرت فجأة اغنية “جبال الكاف العالية”…..ولما كتبت قصائدي هتف الحاكم أعدموهم …على مدن الفن أن تموت…
………
لقد متنا بما يكفي لأن نقول للقتلة ….القمح في ديارنا على بطونكم حرام ..والصمت في الحناجر على سكوتكم حرام.. والمدينة زاهية لنا وعلى دروبنا… سنغلق المدينة ونمضي للسماء…ونكتب القصائد ..ونسكب الولائم بالفن والغناء..ونرسم طريقنا …من حقك يا تونس التي نحبها …من حقنا أن نسمل عيون من يكثر الكلام في الخطب …ويسهو مثل كل حاكم عن ذكرنا
سيكافينيريا …..يا وزير النسيان، هذا النص لأهلي الغاضبين بالكاف دعما لوقفة الخميس
attayma الشاذلي عرايبيةنوفمبر 10, 2020
المنشور السابقنقابة الصحفيين تقرر جملة من التحركات الاحتجاجية
المنشور التاليكاستينغ في الغناء وكاستينغ في الرقص