بـقـدومهـــا فـاضــت ينـابـيع الهــوى
والشـوق فـي غابات عينيهـا اسـتــوى
بـدمـوعهـا بيـتُ القصـيـد قــد اهتــدى
جعـل الغـــرامُ دموعهــا قـطْـر النـدى
عـانـقـتُـهــا فـي ظل أحضـانِ الثــرى
فـإذا بشـــريـــانِ الثــرى نهــراً جـرى
قبـلـتــهــا حتـى اللظـى فيـنـــا انطفـا
فإذا ببـــدر الحُســن غـارَ بــل اختـفى
وَشَـمَـمْـتُ خـديهــا وقـاتـلـتُ النــــوى
فهـوى ظـلامُ الحُـزن مُحتــرقـــاً هـوى
وطويـتُ قـامتـهـا بـأعــراسِ القُـــرى
فغـدوتُ بســتــانـاً بخُـضْــرتـهِ يـَــرى
أيـقـظـتُ نهـديـــهـا بـأنســـــامِ الـرَّجـا
فـنـجا الفــؤادُ من الصحـاري قـد نـجـا
والـشِّــعـــرُ للنَّـهـديــن غنَّـى وانحـنى
فـاخضـرَّ في الـوادي وفـوق الـمُنـحَنى
والشَّـعْـرُ فوق جِنــان حُسـنهما انتـشى
والروحُ صـوبـهـمـا سعيـداً قـد مشـى
وإذا تـشـابكتِ الأصابــعُ فـي الكــرى
فالحـبُّ أزهـارَ السـماء لنا اشتــرى
فـي صــوتها لحـنُ البـلابـلِ قـد بـدا
والكُحلُ فوق رموشها شـمســـاً غـدا
ولأجلـهـا الليلُ الحنـونُ قـد ارتـدى
ثـوبَ النجوم وبـالهوى دوماً شـدا
مـن قلبهــا كلُّ المحبــــة يُرتـجـى
دقــاتـهُ سـربُ الكواكب فـي الـدجى
يـاربِّ إن القلـب بالحُـب ارتـقـى
وبـه صباحُ العيــد صار الملتقى
ياربِّ إن حبـيبتـي شهـدُ الـمُنـى
في راحتيها مااعـتلى شوكُ الأنا
ياربِّ يسِّــرْ فالنـوى شَـرَكٌ طغا
والقلبُ غيرَ العُرس يوماً ماابتغى
حسين حسن التلسيـني العــراق / الـمــوصـــل