من المدن الهامة بولاية جندوبة من الناحية السكانية (ما يناهز 20 ألف ساكن دون إعتبار سكان الأرياف الأكثر عددا) تنعدم فيها كل مقومات العمل الثقافي..وهو ما يعتبر أمرا غريبا بعد ثمان سنوات من الثورة وفي سياق السياسات الثقافية الجديدة والمطالبة بالحقوق بما فيها الثقافية ..وفي غمرة توجه وزارة الاشراف إلى التأسيس في الجهات ..يتواصل تهميش هذه المدينة ويحرم شبابها من فضاء للممارسة الثقافية والإبداع ..ويتوجهون إلى أماكن أخرى لتعويض هذا الفراغ كالمقاهي وقاعات الرياضة الخاصة وتفتح لهم الأبواب على مصراعيها لتعاطي أنشطة إنحرافية كالمخدرات والقنب الهندي والإستقطاب ضمن خلايا الإرهاب…
فتتعقد ظروفهم الاجتماعية وتزداد سوء في ظل مجتمع مدني ضعيف وغير قادر على طرح مشروع بديل وتعديل المشهد الذي تسيطر عليه الأحزاب والايديولوجيات المتطرفة..
ويشار إلى أن موضوع البنية التحتية الثقافية في معتمديات الولاية كان ولا يزال مطروحا على طاولة المسؤولين في الجهة وقد سبق أن أعلن فيما مضى الوالي السابق أكرم السبري عن بعث دار ثقافة بغار دماء تتخذ مقرا وقتيا لها فضاء الكنيسة ولكن بقي الحال على حاله ولم تجسد المبادرة وظلت حبرا على ورق..!
في ظل تعطل مشاريع التنمية في الجهة وتواصل النظرة الدونية للثقافة كمجال حيوي قادر على دفع قطاعات أخرى …
وبالرغم من بعض المبادرات الفردية أساسا والصادرة عن المجتمع المحلي كتنظيم ندوات دراسية عن الذاكرة المشتركة التونسية الجزائرية بإعتبارها معتمدية حدودية يمكن ان تستثمر هذه الذاكرة في مشاريع تنموية إلا أن الوضع فيها مازال يتميز بالركود وبإنعدام التأسيس والإستثمار في المشاريع البناءة التي لها قدرة على تغيير هذا الواقع .. بالنظر إلى ما تتميّز به هذه الجهة من إمكانيات طبيعية وتراثية..!
رياض عمر