عملت جمعية معماريون مواطنون منذ تاسيسها على يد مجموعة من أساتذة المعمار في تونس، السيدة فتحية بوشارب والياس الزحاف والياس بن الاغا رئيسا، على ان تكون همزة وصل بين السلط المعنية والمواطن من اجل اعتماد مقاربة تعمل على البحث في اليات تطوير المعمار وجعله واجهة اشعاع لمحيطنا الحضري والحضاري. وفي هذا الاطار نظمت خلال الاسبوع الفارط بمدينة العلوم ندوة تفاعلية حول المعمار باعتباره ناقلا للتحول الاجتماعي تحت عنوان “أراضينا والبدائل” دعت اليها مجموعة من المختصين المشهود لهم في المجال المعماري والاجتماعي والفنون التشكيلية والتاريخ.
وقد افتتح رئيس جمعية معماريون مواطنون الياس بن الاغا الملتقى بالترحاب بالحضور والاعلان عن حوار مفتوح بين المعماريين والمخططين الحضريين والمواطنين المشاركين ادارته الإعلامية السيدة امال الشاهد وقبله تم عرض اولي لشريط سينمائي بعنوان “امنة” للمعماري والمخرج السينمائي بوسلامة الشامخ عرض فيه تجربة تستكشف ما يمكن أن تكون عليه المنطقة البديلة، والمساحة التي تصبح فيها المادة والكلمات والثقافات والحدود المادية ثانوية، مما يجعل من الممكن تصور التواصل والتفاهم البديهيين، بعيدًا عن الاماكن التي ينتمون إليها، فتعيد الشخصيات تعريف نفسها خارج معالمها المعتادة وتعيد إنشاء نوع من “الوطن” البديل. تسمح لهم هذه المنطقة الجديدة باستعادة إنسانيتهم وإعادة تعريف هويتهم.
وحسب الترتيب الابجدي للمحاضرين اكدت المعمارية ليلى عمار على ضرورة مجانية الاماكن العمومية وحاجة كل مواطن الى مكان مجاني يحقق فيه ذاته، وتناول المخطط الحضري معز بوراوي فكرة الفرق ما بين الفضاء العام والفضاء السياسي وعلاقة ارتباط المواطن بالسلطة. وهو ما اكده المنتمي للمجتمع المدني قريش جاء وحده وتحدث عالم الاجتماع محمد كرو عن الفرق ما بين الميدان والساحة وعن اهم المعالم التي تتوفر فيها مواصفات الفضاء العمومي المشترك في العاصمة كساحة باردو وساحة الحلفاوين وشارع الحبيب بورقيبة وساحة القصبة. وشدد على اهمية السيرورة التشاركية في القرارات بين السلطة المحلية ومنظمات المجتمع المدني والمواطنين.
أما الدكتور رافع طبيب تحدث عن موقع تونس الجيوسياسي كمفترق جغرافي وحضاري بين الشمال والجنوب، واخيرا تحدث مؤرخ الفنون حسين تليلي عن علاقة الفن المعاصر بالفضاء ودوره في صناعة الثورة الثقافية.
ومن خلال نقاش ثري دار بين المتدخلين والحضور من المواطنين والاعلاميين والطلبة حول المعمار والتهيئة الترابية وتدوين عدة مقترحات علمية ستعمل جمعية معماريون مواطنون على رفعها وتوجيه نداء الى السلط المعنية لاعتبار وجهات النظر التي طرحت في الندوة والعمل بسائر المدن والارياف بالبلاد التونسية من اجل الخروج بمنوال لمحيط حضري مواكب لتطلعات المجتمع لبلاد اجمل يحلو فيها العيش.
الشاذلي عرايبية
