تحت شعار “من أجل ثقافة حية” ينظّم مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف الذي يشرف على ادارته الاستاذ عماد المديوني تظاهرة ثقافية في افتتاح الموسم الثقافي الجديد وذلك من 25 الى 29 أكتوبر الجاريوقد اختار الساهرون على تنظيم هذه التظاهرة ان تحتفي بالفن الرابع في تماه مع الاحتفاء بالكتاب حيث تفتتح مساء يوم 25 أكتوبر الجاري بعرض مسرحية “مايراوش” وهي من انتاج المركز الوطني لفن العرائس وإخراج محمد منير العرقي
ويكون الموعد مساء يوم 26 أكتوبر الجاري مع عرض مسرحية “صهيل المرايا” وهي من انتاج مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف ومن اخراج صابر العمري بقاعة العروض منصف السويسي
وبرواق “الحبيب شبيل”بمركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف يكون الموعد مساء يوم 27 اكتوبر الجاري مع الاحتفاء بالإصدارات الأدبية الجديدة من خلال حفل توقيع كتاب “جمالية الصوت والأداء” للدكتور عادل بوعلاق والمجموعة الشعرية “كل النساء أنت” للدكتور وليد السبيعي ورواية “يخاف الأفراس” للمحامي الأستاذ صلاح البرقاوي حيث يقدم الكتب الأستاذان أكرم القروي وحاتم مرعوب
وإثر ذلك تعرض مسرحية “كلوستروفوبيا” وهي من انتاج مركز الفنون الدرامية والركحية ببنزرت ومن إخراج محمد أمين زواوي أما مساء يوم 28 اكتوبر الجاري فتنطلق أشغال الورشات التكوينية القارة بمركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف ومن خلال مختبر مسرح الطفل ومختبر مسرح الشباب ومختبر “حديث نساء” لتعرض إثر ذلك مسرحية “بيضة سيزيف” وهي من انتاج مركز الفنون الدرامية والركحية بسليانة وإخراج فتحي بن عمر ثم يقدّم العرض قبل الأول لمسرحية “رقصة سماء” وهي من انتاج المسرح الوطني بالشراكة مع مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف ومركز الفنون الدرامية والركحية بزغوان ومن إخراج طاهر عيسى بالعربي
وتختتم هذه التظاهرة يوم 29 الجاري بعرض مسرحية “حاجة أخرى” لشركة كواص للانتاج ومن إخراج محمد كواص جدير بالذكر انه من بين اهم الاصدارات التي سيقع الاحتفاء بها في هذه التظاهرة رواية “يخاف الأفراس” للأستاذ صلاح البرقاوي وهي رواية من الحجم الكبير،تتألف من 341 صفحة وهي تندرج ضمن نمط السّير الذاتية للكتّاب لتبرز من خلالها قدرات كاتبها الفكرية وسلاسته اللفظية بحكم ثقافته وتكوينه القاعدي وبحكم مهنتين تقلدهما مع مهمة سياسية سامية مما يجعله مؤهلا أكثر من غيره للتحليل والبرهنة والسير في دواليب الفكر تبعا لامتلاكه أدوات التعبير وأخذه بناصية اللغة التي تعبر عن قتامة المشهد في فترة ما من حياته حيث يأخذك الكاتب إلى حيث يقودك خياله الخصب أو تجربته الشخصية فلا مفر لك من متابعته وهو يحلق بك تارة في فضاء سرمدي ويسافر بك أخرى على اليابسة في دروب العشق والعواطف الإنسانية الساذجة أحيانا والراقية أحيانا أخرى،ولا يخلو السرد من إشارات ذات دلالة سياسية وتاريخية تحيل القارئ على حقبة معينة من تاريخ تونس تعود الى ستينات وسبعينات وحتى ثمانينات القرن الماضي حيث كان الجو العام مشحونا بالتيارات السياسية وكانت الفضاءات الجامعية مكانا خصبا للتفاعلات الفكرية والإيديولوجية العديدة والمتناقضة أحيانا الى حدّ التصادم الداخلي فيما بينها والخارجي مع السلطة وبين هذا وذاك كان الراوي يعيش ذلك التأرجح الذي انتابه عند الانتقال من وسط اجتماعي إلى آخر حيث تأرجح بين نمطين من العيش وهما نمط حضري له معجميته ومفرداته وعاداته وأساليبه في السلوك والتعامل مع الآخر ونمط ريفي متمكن ممن نشأ فيه وترعرع فانطبعت قوانينه في ذاكرته ولاوعيه،فتراه يعيش تمزّقا رهيبا وانفصاما صعب التحمّل يكاد يردي بصاحبه في اللاسويّ لولا قدرة الأنا على إيجاد التوازن الضّروري للنجاة من هوّة الاعتلال النفسي لينقل بذلك تجربة إنسانية بجرأة، متطاولا على الخجل والموانع المألوفة ومحطما جدار المسكوت عنه في العلاقة بالأنثى بوصفها مصدرا للإثارة والمتعة.
منصف كريمي