بالشراكة مع اتحاد الكتّاب التونسيين و جامعة المنستير وجامعة صفاقس ومخبر المباحث الدلالية واللسانيات الحاسوبية بكلّيّة الآداب والفنون والإنسانيّات بمنّوبة و المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بالمنستير ينظم المعهد العالي للّغات المطبّقة بالمكنين يومي23 و24 سبتمبر الجاري ندوة فكرية بعنوان “الكتابة التّاريخيّة وقضاياها عند هشام جعيّط” تفتتح بكلمات الاساتذة محمّد سعد برغل مدير المعهد العالي للّغات المطبّقة بالمكنين و الهادي بالحاج صالح رئيس جامعة المنستير وعبد الواحد المكني رئيس جامعة صفاقس وعبد السّلام العيساوي رئيس مخبر المباحث الدّلاليّة واللّسانيات الحاسوبيّة بكلّيّة الآداب والفنون والإنسانيّات بمنّوبة والعادل خضر رئيس اتّحاد الكتّاب التّونسيّين لتنعقد إثر ذلك الجلسة العلميّة الأولى بعنوان “حداثة الكتابة التّاريخيّة عند هشام جعيّط” وبرئاسة الدكتور عبد السّلام العيساوي حيث يقدّم الدكتور عبد الحميد الفهري محاضرة بعنوان “جوانب من الاختلاف حول “الفتنة” لهشام جعيّط” تليها محاضرة الدكتور محمّد الخرّاط بعنوان “مرجعيّات الفهم التّاريخي والفلسفي عند هشام جعيّط” تليها محاضرة محمد علاّقي بعنوان “جعيط والمقاربة متعدّدة الاختصاصات: الكتابة السيريّة نموذجا” فاختتام هذه الجلسة بمحاضرة لعبد السّتّار بن جدّو بعنوان “المنهج التّاريخي: إشكالاته ونتائجه. رؤية هشام جعيّط لفتح المغرب الإسلامي أنموذجا”
واثر ذلك تنتظم الجلسة العلمية الثانية بعنوان “هشام جعيّط والتّاريخ الإسلاميّ” برئاسة الدكتور عبد الحميد الفهري ومن خلال محاضرات الاساتذة زهيّر تغلات بعنوانّ “هشام جعيّط والإسلام المبكّر، تشكّل الخوارج أنموذجا” تليها محاضرة زهرة ثابت بعنوان” آليات هشام جعيط في قراءة السيرة النبوية: “في السيرة النبوية: الوحي والقرآن والنبوة” نموذجا” ثم محاضرة بشير عيساوي بعنوان” مصادر التّأريخ لسيرة النّبي محمّد من خلال كتاب “الوحي والقرآن والنّبوّة” لهشام جعيّط” فمحاضرة علي البوجديدي بعنوان” مدينة المركز مدينة الهامش: مقاربة في نشأة المدينة العربيّة الإسلاميّة في مؤلّفات هشام جعيّط”
وتنتظم صباح 24 سبتمبر الجاري أشغال الجلسة العلمية الثالثة برئاسة الدكتورة زهية جويرو وتحت عنوان “هشام جعيّط والاستشراق وسرديّات الأنا والآخر” حيث يقدّم الاساتذة محمّد سويلمي محاضرة بعنوان “جعيط ومحاورة الاستشراق الجديد: الخلفيّات والمفارقات تليها محاضرة غسّان المختومي بعنوان” هشام جعيّط والاستشراق الفرنسي والبريطاني: كلود كاهين وأندريه ميكال، ومنتغمري وات وسرجانت أنموذجا” ثم محاضرة جميلة بلقروي بعنوان “جدليّة الأنسنة والاستشراق في فكر هشام جعيّط” فمحاضرة فرحات المسعدي بعنوان” الرؤية الاستشراقية ومناهجها في قراءة هشام جعيط للسيرة النبوية: دراسة تحليلية نقدية”
وتنعقد إثر ذلك الجلسة العلمية الرّابعة تحت عنوان “هشام جعيّط وقضايا الرّاهن” وبرئاسة الدكتور منجي الأسود فمحاضرة إلياذة بوشيبة بعنوان “هشام جعيّط والشّخصيّة العربيّة الإسلاميّة على ضوء القصص الكبرى”ثم محاضرة لطفي بن ميلاد بعنوان “مرجعيّات هشام جعيّط في الفكر والكتابة التّاريخيّة، من البدايات حتّى كتاب الفتنة” فمحاضرة فيصل الشّطّي بعنوان “كتابات هشام جعيّط التّاريخيّة وقرّاؤها” ثم محاضرة فؤاد عامري بعنوان “هشام جعيّط وعلم تاريخ الأديان: أيّ جدليّة؟”فاختتام الندوة بكلمات الاساتذة شكري التّليلي المندوب الجهوي للشّؤون الثّقافيّة ووداد الظّريف نائبة مدير المعهد العالي للّغات المطبّقة بالمكنين فكلمة رئيس اتّحاد الكتّاب التّونسيّين ثم تكريم المشاركين والمساهمين والداعمين لفعاليات هذه الندوة الفكرية التي تنتظم احياء للذكرى الاولى لوفاة الدكتور هشام جعيّط الذي يعدّ قامة مكانة فكريّة وأكاديميّة تشكّلت بعد مسيرة امتدّت على عقود، وأثّثتها كتابات في مجالات شتّى باللسانين العربيّ والفرنسيّ حيث خلّف المحتفى بذكرى وفاته إرثا هائلا من الإنتاجات العلميّة جعلت منه مدرسة قائمة الذات وخطّا فكريّا ينفرد بخصوصيّاته الفكريّة والبحثيّة خصوصا أنه من الذين انشغلوا بموضوعات لصيقة بالوجدان الجمعيّ واستأثرت بمقام مكين في الضمير الإسلاميّ
وستكون هذه الندوة حسب ما جاء في ورقة عملها مساحة للحوار وصعيد للقاء بين جيل المؤسّسين الذين يجسّدهم جعيط من جهة وجيل الباحثين الشبّان الذين يمثّلون إمكانا حيّا وضروريّا للاستمراريّة والمراجعة والتطوير وحتّى تستوفي هذه الإحاطة بجعيط كتابةً وفكرا حدودها القصوى وتحقّق نجاعتها التحليليّة والنقديّة وذلك من خلال محاور خمسة للبحث والتدبّر فيها قراءة للنصوص التراثيّة وموارد الذاكرة الجمعيّة المختلفة من قرآن وأخبار وطبقات ومناقب وحديث وسِير ومناهج البحث التاريخيّ وآليّات التحليل التاريخيّ عند جعيّط الى جانب قراءة في مواقف المحتفى به من الاستشراق عبر استفادته من الأعمال الاستشراقية على اختلافها و طعون جعيط على الاستشراق ودراسة قراءات جعيّط للتاريخ الإسلاميّ في ما يتعلّق بتجربة النبوّة المحمّديّة وتشكّل الإسلام المبكّر ودراسة مواقف جعيّط من قضايا الراهن في ما يتعلّق بالغرب المسيحيّ والإسلام وأروبا المعاصرة وإشكاليّات المسلمين و الإسلام والغرب بين التعايش والصدام والشخصيّة العربيّة في مواجهة الراهن الى جانب دراسة هذه الندوة لإرث هشام جعيط في عيون ناقديه وإعادة قراءة الذاكرة التاريخيّة من منظاره ومنازعاته في التفكير والكتابة لتبحث الندوة عموما وتشتغل على كيفية معالجة جعيط لإشكاليّات التاريخ الإسلاميّ على تنوّعها وجملة المكاسب النظريّة والإجرائيّة والمعرفيّة والحضاريّة التي حقّقها جعيط بكتاباته المتنوّعة في مجال البحث العلميّ ودراسة مواطن الجدّة ووجوه الطرافة في أعماله سواء في المستوى المنهجيّ الإجرائيّ أو في المستوى المعرفيّ الفكريّ وكيفية محاورته لمختلف الكتابات والمقاربات التي بحثت في إشكاليّات التاريخ الجمعيّ في الأفقين الإسلاميّ والاستشراقي والبحث في سبل استئناف مشروع جعيط النظريّ والمعرفيّ والحضاريّ بمقاربته بعمق تحليليّ ونقديّ أم بتعزيز ما خلّفه من مكتسبات فكريّة وحضاريّة الى جانب النظر في العلاقات التفاعليّة التي يمكن أن تنشأ بين إنتاجات جعيط من جهة وعقول الباحثين الشبّان المفكّرة والناقدة من جهة أخرى.
منصف كريمي