full screen background image
   الجمعة 22 نوفمبر 2024
ر

في اليوم الترويجي للمهرجان الدولي للقصور الصحراوية: تطاوين ارض الاحلام والمغامرة

في إطار الترويج للمهرجان الدولي للقصور الصحراوية 2022 الذي ستعقد دورته 41 في شهر مارس المقبل ومن 23 الى 28 بعد انقطاع دام سنتين بسبب جائحة كورونا كانت لنا رحلة سياحية الى تطاوين لزيارة ربوعها الجميلة مع ثلة من الإعلاميين نظمتها الهيئة المديرة للمهرجان بشراكة مع وزارة السياحة.

كانت الرحلة شاقة على مدى 637 كلم من العاصمة لكنها شيقة، حين يتطلع كل منا لاكتشاف خبايا كنوز معالم تطاوين الصحراوية والتي يحكى عنها الكثير من الروايات والاساطير، تستحق المغامرة وتسلق جبالها وقممها واكتشاف مغاورها وسروحها التي تحكي تاريخا لأمجاد الوطن امنوا بالحرية والانتماء بنوا صرحا في ربوعها شاهدا على حرصهم عليه رافعين راية العزة والانتماء.

انطلاقا من عين كردي الى أعماق الجنوب جمعنا يوم بهواء نقي منعش ككل طبيعة تطاوين المتميزة حتى تخالك في فصل غير فصل شتاء واستقبلتنا براعم تردد أناشيد الحياة وعلى محياها بريق البراءة والامل لكسب تحدي زمن غير زمن اجدادهم، يغتون يرقصون، يتمايلون على ألوان غنائية تمجد سحر صحراء تطاوين الشامخة في عمق جنوب الوطن ترفل بالزهو وتستشف بناء مستقبل هذه الأجيال الحالمة.

ليلا وبقصر الفرش وسط مدينة جمعتنا الفرجة على نمط عيش اهل تطاوين في عرض ليس ككل العروص أطلق عليه “زهو المحفل” بحبكة فنية رهيبة للفنان الصحبي فرج مستوحاة من أعماق ماض كان يحمل هوية وصورة مصغرة لعروش تعايشت على عناق وحب وطن امنت بانها لن تستسلم في الذود عنه دون كلل وملل.. واستمتعنا بأهازيج وأنغام وصور ضوئية تردد تاريخ حضارة مجيدة مرصعا بالأحداث والأحاديث والالحان المستمدة من وعر تضاريس وحفيف رمال الصحراء.

يومنا الثاني كان صوب عدة قصور من جملة مائة وخمسين فصرا شيدت على قمم ربوع تطاوين ننشد الاكتشاف والمغامرة ولمثل هذه المعالم يتطلب اكتشافها حيزا من الوقت للتجوال بين قممها والتسلل الى مغاورها الغامضة وبناءاتها المتراصة والمنمقة كقصر أولاد سلطان وقرية الدويرات وقصر الحدادة وما فعل بها الزمن وتداول قاطنيها وما تركوا لنا فيها من دلالات تتطلب قراءة الغازها ومعانيها. نحن مطالبون اليوم بالعمل على حمايتها وصيانتها حتى تعمر أكثر وتحكي تاريخها الى زوارها من الداخل والخارج وتشهد على عراقة تاريخنا الضالع في كل الحضارات البشرية القديمة والحديثة.

هذا القليل والبعض من تطاوين التي تنشد مناطقها تنمية  حتى ينعم أهلها برغد العيش ويحكون التاريخ ويبنون حضارة لأجيال المستقبل.

الشاذلي عرايبية