full screen background image
   الإثنين 3 فبراير 2025
ر

محسن بورشادةمن ريادة الأعمال إلى دعم الرياضة والمشاريع الصغرى: التحديات والطموحات

 في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها تونس، رجال أعمال لم يقتصر دورهم على الاستثمار فقط، بل تعدوه ليكونوا جزءًا فاعلًا في دعم الرياضة والمجتمع المدني. ومن بين هؤلاء، السيد محسن بورشادة، رجل أعمال ناجح في قطاع مواد التجميل، ورئيس جمعية الحمائم الرياضية النسائية لكرة اليد، وأمين مال الجامعة التونسية للمؤسسات الصغرى والمتوسطة والحرفيين. في هذا الحوار، نتحدث معه عن تجربته في عالم الأعمال، اهتمامه بالرياضة النسائية، وجهوده لدعم المؤسسات الصغيرة.

البداية من عالم الأعمال

♦️سيد محسن، بدايةً، كيف كانت رحلتك في عالم الأعمال؟ وما الذي دفعك إلى الاستثمار في قطاع مواد التجميل تحديدًا؟

رحلتي في عالم الأعمال بدأت بشغف وشجاعة. منذ صغري، كنت شغوفًا بريادة الأعمال، وعندما قررت دخول عالم التصنيع، وجدت أن قطاع مواد التجميل في تونس واعد وله إمكانيات كبيرة، خاصة مع تزايد الوعي بجودة المنتجات الطبيعية والمصنعة محليًا. كانت الفكرة هي تقديم منتجات تونسية بجودة عالمية، تنافس المستورد، وتعتمد على المكونات الطبيعية المحلية، مثل زيت الزيتون، وزيت اللوز، والأعشاب العطرية. بدأنا بمصنع صغير، ومع الوقت، توسعنا بفضل الإصرار والتطوير المستمر.

♦️ ما هي أبرز التحديات التي واجهتها في هذا المجال؟

هناك العديد من التحديات، وأهمها المنافسة مع المنتجات المستوردة، خاصة القادمة عن طريق التهريب، والتي تؤثر سلبًا على السوق. بالإضافة إلى ذلك، إجراءات التراخيص والمواصفات في تونس تحتاج إلى تطوير لجعل الأمور أكثر مرونة للمستثمرين. كما أن التمويل يمثل عائقًا كبيرًا، خاصة للمؤسسات الصغرى والمتوسطة. لكن رغم ذلك، تمكنا من الصمود والتوسع، لأن الإيمان بالفكرة والعمل الجاد هما مفتاح النجاح الانتقال إلى دعم الرياضة النسائية

♦️ إلى جانب كونك رجل أعمال، أنت أيضًا رئيس جمعية الحمائم الرياضية النسائية لكرة اليد. كيف بدأ اهتمامك بالرياضة، ولماذا كرة اليد النسائية تحديدًا؟

منذ صغري، كنت أؤمن بأن الرياضة هي أداة تغيير قوية، خاصة للمرأة. كرة اليد، تحديدًا، رياضة تمنح الفتيات الثقة بالنفس، وتقوي الروح الجماعية. لاحظت أن هناك نقصًا في الدعم الموجه لرياضة المرأة في تونس، فقررت المساهمة في سد هذه الفجوة عبر تأسيس جمعية الحمائم الرياضية، التي تهدف إلى تطوير المواهب الشابة، ودعم الفتيات في دخول عالم الاحتراف. اليوم، نجحنا في تكوين فريق قادر على المنافسة محليًا ودوليًا.

♦️ هل تواجهون صعوبات في تمويل الجمعية وتطوير الفريق؟

بالتأكيد، فالتمويل يمثل تحديًا دائمًا، خاصة أن الرياضة النسائية لا تحظى بنفس الدعم الذي تحصل عليه الرياضة الرجالية. نحن نحاول البحث عن شراكات مع القطاع الخاص، كما نعتمد على بعض البرامج الداعمة من الدولة، لكننا بحاجة إلى مزيد من الوعي والاستثمار في الرياضة النسائية. المرأة التونسية تملك قدرات هائلة، لكنها تحتاج إلى الإطار المناسب لتنمية موهبتها.

دعم المؤسسات الصغرى والمتوسطة: مسؤولية اقتصادية واجتماعية

♦️أنت أيضًا أمين مال الجامعة التونسية للمؤسسات الصغرى والمتوسطة والحرفيين. برأيك، ما هو واقع هذه المؤسسات اليوم في تونس؟

المؤسسات الصغرى والمتوسطة هي العمود الفقري للاقتصاد التونسي، إذ تمثل نسبة كبيرة من الشركات العاملة في السوق. لكن للأسف، تعاني هذه المؤسسات من مشاكل التمويل، والبيروقراطية الإدارية، وارتفاع الضرائب، والمنافسة غير العادلة مع التهريب. بعد جائحة كوفيد-19، تعرضت آلاف المؤسسات لخسائر فادحة، وبعضها اضطر إلى الإغلاق. نحن في الجامعة نحاول تقديم مقترحات للحكومة لدعم هذه المؤسسات، سواء عبر تبسيط الإجراءات، أو تسهيل الحصول على التمويلات، أو تطوير قوانين تحمي الصناعات المحلية.

♦️ما هي الحلول التي تقترحها لإنقاذ هذه المؤسسات؟

هناك عدة حلول يجب العمل عليها بسرعة، منها: 1. إصلاح القوانين المنظمة للمؤسسات الصغرى، وتبسيط الإجراءات الإدارية. 2. توفير تمويلات بفوائد ميسرة للمؤسسات التي تواجه صعوبات مالية. 3. حماية السوق المحلية من المنتجات المهربة، التي تؤثر على المنتجات التونسية. 4. دعم الرقمنة والتحديث التكنولوجي للمؤسسات، حتى تتمكن من المنافسة في الأسواق العالمية. نحن نسعى دائمًا إلى دعم أصحاب المشاريع الشابة، وتشجيع الابتكار في مختلف المجالات، لأن مستقبل الاقتصاد التونسي يعتمد على المؤسسات الصغرى وريادة الأعمال.

المستقبل والطموحات

♦️بالنظر إلى كل هذه الأنشطة والمسؤوليات، ما هي طموحاتك المستقبلية؟

في مجال الأعمال، أطمح إلى توسيع مصنع مواد التجميل، والوصول إلى أسواق جديدة خارج تونس. أما في مجال الرياضة، فأعمل على إطلاق أكاديمية لتكوين الفتيات في كرة اليد، وتطوير برامج دعم للمواهب الصاعدة. وبالنسبة لدعم المؤسسات الصغرى، أهدف إلى خلق منصة تجمع رواد الأعمال الصغار، وتساعدهم على تطوير مشاريعهم بطريقة مبتكرة.

كلمة أخيرة للشباب التونسي

♦️ أخيرًا، ما هي الرسالة التي تود توجيهها للشباب التونسي؟

 أقول لهم: آمنوا بأحلامكم، وثابروا لتحقيقها. لا تخافوا من الفشل، فهو جزء من رحلة النجاح. تونس بحاجة إلى شباب طموح، مستعد للإبداع والتحدي. ريادة الأعمال، الرياضة، والعمل الجاد هي مفاتيح التغيير. علينا جميعًا أن نساهم في بناء مستقبل أفضل لبلادنا.

♦️شكرًا لك، سيد محسن، على هذا الحوار الشيق والمفيد.

شكرًا لكم، وأتمنى أن نواصل العمل معًا من أجل مستقبل أفضل للجميع.

حوار جيلاني فيتوري